تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: حساسية الأطفال الرضع الخميس سبتمبر 08, 2011 4:24 pm | |
| ..
تنتشر الأمراض الناتجة عن الحساسية انتشاراً متزايداً لدرجة أن 30% من الأطفال تحت عمر 15 سنة يشكون من أعراضها في مرحلة ما من أعمارهم، فما الحساسية؟
الحساسية هي حالة رد فعل زائد تجاه جسم غريب، وخاصة حينما تتكرر حالات وصول الجسم الغريب الى الجهاز المناعي. وتكون مظاهر الحساسية على شكل سيلان الأنف أو أحمرار العين او طفح جلدي او تقلصات بالجهاز الهضمي أو ضيق في التنفس. وكثيراً ما يشكو الأطفال الرضع من قلة النوم. وعادة تكون هذه الأجسام بروتينية الأصل ذات جزيئات كبيرة الوزن.
د. محمد عبدالرحمن السعيد
يمثل حليب البقر أحد المصادر الرئيسية للحساسية عند الأطفال الرضع وذلك للأسباب الآتية:
- عدم نضوج الجهاز الهضمي حيث يسمح الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء بمرور البروتينات الغريبة خلاله فيتعامل معها الجهاز المناعي كما يتعامل مع الجسم الغريب.
- عدم نضوج الجهاز المناعي، حيث ينتج كمية قليلة من الأجسام المضادة (A) التي تتخصص في مقاومة البروتينات الغريبة.
- نوبات الإسهال المتكرر تتسبب في تدمير الغشاء المخاطي المبطن للامعاء فيسهل اختراقه بواسطة البروتين الغريب.
وأشهر أمراض الحساسية هي:
1 - حساسية الصدر (الربو الشعبي).
2 - حساسية الجلد (الاكزيما - الأرتيكاريا).
3 - حساسية الأنف (سيلان الأنف - العطس).
4 - حساسية الجهاز الهضمي (تقلصات المعدة - إسهال).
وتختلف مظاهر الحساسية بحسب العمر.
فحساسية الجلد والجهاز الهضمي تكون في الغالب في عمر أقل من خمس سنوات، بينما حساسية الصدر والأنف بين عمر 2 - 10 سنوات، وكلما تقدم عمر الطفل تتغير الصورة حيث تختفي الأكزيما لتظهر حساسية الصدر. كما تتأثر الحساسية بحالة الطقس فهناك حبوب اللقاح التي تنشط في الربيع، كما ان تقلبات الطقس المفاجئة تزيد من حساسية الصدر. والجو الرطب يساعد على تكاثر ونمو الفطريات والجفاف يؤذي الاكزيما.
الربو الشعبي
ولأن الربو الشعبي يمثل نسبة كبيرة بين أمراض الحساسية التي تصيب الأطفال ***ف نلقي عليه بعض الضوء.
إن هذا المرض ينتج عن عدوى فيروسية على خلفية عوامل وراثية عائلية، حيث يوجد عادة حالات مماثلة في العائلة، كما ان هناك مؤثرات متعددة كالغبار والروائح القوية وتيار الهواء البارد مما يؤدي الى تغيرات في القصبة الهوائية كتورم الأغشية المخاطية المبطنة لها وإفراز مخاط كثير وتقلص العضلات الملساء في هذه الشعب. وهذا كله يؤدي الى ضيق المجاري التنفسية ويصحبه توتر وخوف يزيدان من صعوبة التنفس.
ويتميز هذا المرض بالشكوى المستمرة من ضيق التنفس المصحوب ببلغم وصفير مع الزفير على شكل نوبات متكررة. والعلاج له جانبان وقائي وعلاجي، ولا يغني أحدهما عن الآخر. كما انه طويل المدى.
في الجانب الوقائي: يجب البعد عن جميع المؤثرات التي تسبب النوبة والتي سبق ذكرها.
الجانب العلاجي: يتوقف على شدة النوبة ويتكون أساساً من موسعات الشعب الهوائية + مضادات الالتهاب (وهي غير المضادات الحيوية) مثل الكورتيزون وغيره + التندية والعلاج الطبيعي.
ولا شك في أن استخدام الدواء بالاستنشاق اكثر فعالية من الفم حيث يتجه الدواء مباشرة للرئة. وقد حدث تطور عظيم بهذا الخصوص يسمح باستخدام البخاخ ابتداء من عمر السنة عن طريق واسطة زجاجية ذات صمام يسمح بوصول الدواء للرئة، وهو رخيص الثمن، خفيف الوزن لا يحتاج لتوصيله بالكهرباء مما يعطي المرونة في استخدامه في كل مكان ويغني تماماً عن الأجهزة الغالية الثمن كبيرة الحجم والوزن الموجودة بالمستشفيات.
وهناك من يتساءل: هل يتسبب الطعام في اثارة نوبة الربو؟
والجواب: نعم، فقد وجد ان نسبة 3 - 10% من هذه النوبات يمكن ان تنتج عن طعام يثير الحساسية وأهم هذه الأطعمة هي: اللبن والبيض والفول السوداني والسمك.
حساسية الجهاز الهضمي
تظهر حساسية الجهاز الهضمي عند الأطفال الصغار، وأشهر أعراضها الإسهال والمغص والقيء وقلة النوم.
والسبب الرئيسي هو بروتين حليب البقر الى جانب البيض والشوكولاتة والم**رات (مباشرة أو بواسطة الأم)، وتجنب هذه الأكلات هو عنصر اساسي في العلاج.
اما مسببات الحساسية فهي غالباً ما تكون عبارة عن بروتينات في حبوب اللقاح، وتراب المنزل وشعر الحيوانات والطعام والدواء، علماً بأن المواد المسببة للحساسية قد تصل الى 20 ألف مادة.
هل طفلي معرض للإصابة بالحساسية؟
يمكن التنبؤ الى حد كبير بإصابة الطفل بالحساسية من خلال التاريخ المرضي للأسرة.
ففي حالة إصابة أحد الوالدين تكون نسبة ظهور الحساسية في الطفل نحو 25%، وكذلك في حالة اصابة أحد الأخوة تتكرر نفس النسبة.
أما اذا كان الوالدان مصابين فإن النسبة تزيد الى 50%، وفي حالة عدم وجود حالات حساسية في الأسرة فإن النسبة تكون أقل من 10%.
كما أن الكشف عن الأجسام المضادة (IGE) في الدم يساعد على التنبؤ بإمكان ظهور الحساسية.
هل يمكن منع ظهور الحساسية أو التقليل من أعراضها؟
نعم وإن لم تكن النتيجة 100%، وذلك باتباع الخطوات الآتية:
1 - استقصاء التاريخ المرضي للأسرة وذلك للتعرف الى احتمالات ظهورها.
2 - الرضاعة الطبيعية الكاملة حتى عمر 6 أشهر.
3 - الغذاء الإضافي (عند الفطام) يبدأ بعد عمر 6 أشهر وليس قبل ذلك.
4 - غذاء الأم عند الحمل والارضاع يجب ان يكون متوازنا وغنياً بالفيتامينات والاملاح المعدنية وخالياً من مسببات الحساسية.
5 - بيئة نظيفة وخالية من الدخان وشعر الحيوانات والتراب.. الخ.
6 - البعد عن اختلاط الأطفال خلال الشهور الستة الأولى منعاً للعدوى.
7 - البعد عن مستحضرات التجميل والتنظيف التي تحتوي على بروتين الألبان وكذلك البعد عن الروائح القوية.
ما الحل إذا كانت الحساسية مستمرة رغم الاحتياطات المتبعة؟
* الاجراءات المشار اليها سابقاً قد لا تأتي بنتيجة مؤكدة 100%. وقد أشرت سابقاً الى ان هناك حوالي 20 ألف مادة يمكن أن تسبب الحساسية. إذاً، فمن الأهمية أن تقوم الأم (الواعية) بتسجيل جميع الأطعمة التي يتناولها الطفل وكذلك المستحضرات التي استخدمها، وكذلك الملابس واللعب، ولا ننسى الحيوانات الأليفة التي أحتك بها، فهذا السجل يساعد الطبيب كثيراً.
كما يجب البحث عن احتمال وجود عدوى ميكروبية (غير ظاهرة) وهذه مسؤولية الطبيب في كشفها وعلاجها.
| |
|